بقلم.
م.عبد الظيم حرب
مع بوادر نضوب مصادر الطاقة الحالية ( بترول / فحم /...) والخشية من نفاذ المخزون وازدياد الفاقد من الطاقة المستهلكة وما يصاحب ذلك من تلوث البيئة والأخطار المصاحبة والناتجة عن سوء الاستهلاك، إتجهت أنظار العلماء فى كثير من الدراسات والمؤتمرات والإحصائيات إلى تغيير ثقافة المجتمع في استهلاك الطاقة الحالية وغرس ثقافة "وفر ورقة توفر شجرة" وتحسين كفاءة التطبيقات الصناعية الحالية ثم البحث عن البديل من مصادر أخرى للطاقة (طاقة شمسية / نووية / مساقط المياه/ طاقة الريح / الغاز الطبيعى). وأصبح تنوع مصادر الطاقة حتميا ولايمكن الاستغناء عنه وإضافة مصادر الطاقة غير التقليدية كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المستخرجة من المخلفات المنزلية والطاقة النووية.
فالطاقة الشمسية هى عبارة عن إعادة تركيز أشعة الشمس لتلتقى فى نقطة معينة يتم من خلالها تسخين الماء أو الزيت لدرجة حرارة عالية تصل لنفس درجة الحرارة التى تصل إليها فى المحطات التقليدية حيث يتم استخدام هذا البخار فى تحريك التربينات البخارية التى يدورها تشغيل مولدات الكهرباء بنفس الطريقة التقليدية وتعتبر هذة التقنية من أقدم تقنيات الطاقة المتجددة حيث توجد هناك محطات تعمل منذ أكثر من 25 عاما بشكل تجارى فى صحراء قاحلة فى كالفورنيا بالإضافة للمشاريع التى تم تدشينها خلال الأعوام الماضية فى كل من أسبانيا و جنوب غرب الولايات المتحدة الامريكية.
ومن التقنيات أيضا الطاقة الشمسية الضوئية والتى تعمل على ضوء الشمس وليس على أشعة الشمس المباشرة وهى من أكثر التقنيات كلفة إلا أنها تتميز بأنها أقل كلفة من حيث الصيانة والتشغيل وتعتبر الأنسب فى تقليل الاستهلاك إذا تم الإستفادة منها فى تشغيل طاقة المبانى الحكومية والمساكن ذات الأسطح المكشوفة حيث أنها يمكن أن توفر جزءا من الاستهلاك اليومى إضافة إلى الجزء الآخر من الشبكة الرئيسية.
وتتميز طاقة الرياح أنها قادرة على إنتاج كيلووات ساعة بسعر قريب من تكلفة الكيلووات ساعة من المحطات التقليدية وقد كانت لمصر مشروعات واعدة للطاقة المتجددة فى مشروع حقل طاقة الرياح فى منطقة الزعفرانة لاستخدام طاقة الرياح التى تهب ويتكرر حدوثها ويتم من خلالها تشغيل تربينات وتخزين الطاقة التى تولد لاستخدامها فى غير أوقات ذروة الرياح بالاضافة إلى مشروع الطاقة الحرارية فى منطقة الكريمات حيث تم إنشاء محطة هجين تتكون من محطة غازية وأخرى شمسية.
ومع انحسار الإقبال على إنشاء محطات نووية وتراجع عدد الفنيين والمختصين بتصميمها وتشغيلها وتحديثها فإن تكنولوجيا الطاقة النووية ستتقادم والحل الجوهرى هو الدخول فى عصر الطاقة النظيفة والمتجددة بدءا بطاقة الرياح والطاقة الشمسية وأن النظرة المستقبلية تحتم أن نتجه إلى مصادر الطاقة غير الناضبة والتى اتفق على تسميتها المتجددة من طاقة الريح وطاقة الشمس سواء كانت حرارية أو فوتوفولطية حيث ستثبت الأيام أن من سيبدأ مبكرا سيحصل على مزايا لا يحصل عليها المتأخرون وذلك بمقياس التقدم التكنولوجى والسبق الفنى وإمكانية التوسع الرأسى والافقى.
وأخيرا فلنسعى لناأذ بزمام المبادأة وأن نكون فى مقدمة الصفوف حتى لانعض أصابع الندم بعد فوات الاوان واتساع الفجوة التكنولوجية أكثر وأكثر بيننا وبين الدول المتقدمة حتى لا ينطبق علينا المثل الألمانى "إذا ما هرول الجميع فإن الكلاب تعض المتاخرين دون غيرهم".