بقلم.
د.هانئ أحمد توفيق
امتلأت البلاد بمن يطلقون على أنفسهم لقب "استشاري" فهذا استشاري جودة وذاك استشاري تنمية وآخر استشاري تدريب. والغريب أن بعضهم مازال في مقتبل العمر ولم تتكون لديه الخبرة بعد التي تمنحه الصلاحية لحمل هذا اللقب، وإنما دفعه إلى ذلك عدم وجود فرص وظيفية متوفرة أمامه فطبع عدة كروت ومضى يتنقل بين الشركات والجهات المختلفة مانحا نفسه هذا اللقب الفخيم.
الاستشاري في رأيي هو من له خبرة تتعدى الخمس وعشرون عاماعلى الأقل وتم اعتماد خبرته وتوثيقها من خلال جهة متخصصة ومحترمة لها شأنها مثل المعهد القومي للجودة ومثيلاته من جهات. وفي حقيقة الأمر أن هناك العديد من ذوي الخبرة الذين تنقصهم سبل نقل هذه الخبرات إلى "العميل" مما يسبب لهم الحرج في بعض الأحيان وآخرون يرغبون في بدء مهنة تقديم الاستشارات لكن لا يعلمون كيف؟.
في هذه الكلمة القصيرة أتوجه للاستشاريين الحقيقيين بنصائح عملية من واقع خبرتي الطويلة في المجال اكتسبتها أو تعلمتها أو نقلتها من خبرات آخرين أقدمها في صورة وصايا عشر أوجزها فيما يلي:
الوصايا العشر لاستشارة ناجحة:
- إحرص على أن تكون متعاونا مع عميلك طوال مرحلة التعامل، فإنك إن لم تفعل فلن تبني علاقة جيدة وقد تفقد فرصة الاستمرار مع العميل أو اكتساب ثقته وبالتالي التعرف على عملاء آخرين عن طريقه.
- ابق دائما في إطار من الواقع، فإنك إن خرجت من الواقع إلى دور تعيش فيه فإنك واقع لا محالة وبالتالي لا تعد بما لا تستطيع تنفيذه أو لا يكون في مقدوره هو ذلك.
- قيم جهلك، فرق بين ما تعلمه فعلا وما تعتقد أنك تعلمه وما لا تعلمه بالفعل ولا تفترض أن ما تعلمه هو الأصلح. وهنا أنصح بأن تعتمد في دراستك للمشكلة على خبراءالمكان وهم الأعلم بظروفه.
- كل ما تفعله هو "تدخل" فعلى، فله تأثير على "عميلك" سلبا أو إيجابا. وهنا تكمن المشكلة فقد تأتي باقتراحات عكسية ليست في صالح العميل ينتج عنها مشاكل أخرى سواء في أساليب الدراسة أو الوصول لحلول.
- "العميل" هو المالك الفعلي للمشكلة والحل، فأنت غير مطالب بأخذ المشكلة على عاتقك، فهو الذي سوف يحيا مع تبعاتها دورك هو اكتشافها وتحديد أسبابها واقتراح الحلول وربما مساعدته على الوصول إلى اختيار الحل الأنسب.
- تماشى مع الواقع العملي والفعلي للمنظمة ولا تأتي بافتراضات بعيدة أو تصلح في بيئات عمل أجنبية ولا تنطبق على بيئة العمل محل الدراسة، فلا تفرض رأيا قد يؤدي بك وبالعميل إلى حيث لا تدري.
- الوقت يحكمك، فالتدخل يجب أن يكون في وقته، والتساؤل يجب أن يأتي في محله، والمقترح يجب أن يتناسب مع الوضع الحالي ومع الإمكانات.
- انتهز الفرص البناءة إذا ما استدعت الحالة التدخل الفوري، فابني على ما لدى العميل من خبرات وتجارب وفرص متاحة.
- تعلم من الأخطاء، قد تتفوه أو تتصرف بما لا يحمد عقباه تعلم من الموقف ولا تشعر بالخجل من الاعتراف بخطأ ما تصورت أنه الأصلح.
- إذا تشككت فيما تطرح فأشرك الحاضرين من أعضاء فريق عمل العميل في التفكير والرؤية.