بقلم.
مهندسة/ باتعة معوض
يعد التخطيط الاستراتيجى مطلبا أساسىا لتحقيق أهداف المؤسسة إذ يعمل على ربطها مع محيطها مما يساعدها على إختيار الإستراتيجية المناسبة للتعامل مع تغيرات المحيط وتعقيدات، وبذلك فهو يعتبر من بين أهم العوامل المهمة لنجاحها، كما أن بقاء ونمو المؤسسة مرتبط إلى حد كبير بمدى تطبيقها للتخطيط الاستراتيجى فى إدارتها رغم خصوصيتها وإمكانياتها المحدودة والتى تعيقها فى أغلب الأحيان. وكلنا نتسائل كيف نصل للجودة فى وقت قياسى وكيف نكون متميزيي إداريا، وللإجابة على هذه التساؤلات نجد أنه بالتخطيط الاستراتيجى نصل للجودة وهذا هو أساس النجاح المؤسسى وهو سبب رئيسى للوصول للجودة فهو ليس حلا للجودة بل هو حاجة ضرورية وأن جميع الأعمال لاتقوم بدون تخطيط فالتخطيط أساس الجودة، وبدون التخطيط لا يوجد نجاح فالتخطيط الاستراتيجى هو عمل إفتراضات عما سيكون عليه الأحوال فى المستقبل ثم وضع خطة تبين الأهداف المطلوب الوصول إليها. وتعرف عملية التخطيط بأنها عملية تطوير الأهداف للمؤسسة وذلك بتحديد الأهداف المنشودة وتحديد طرق وكيفية الوصول إليها، وبالتالى يجب أن نضع لنا أهداف ونخطط لها وذلك بتحديد هدف عام ثم التفكير بهذا الهدف وتحليل طبيعته ثم تحليل مجموعة من الأهداف المرحلية التى تحقق الهدف العام ثم تحديد مجموعة من الأهداف الإجرائية لتحقيق الأهداف المرحلية فى برنامج زمنى توضح فيه الأعمال بمواعيد تنفيذها مع وضع خطط بديلة توصل إلى الهدف العام فى حالة عدم تحقيق بعض الأهداف المرحلية أو الإجرائية وللتنفيذ على أرض الواقع. إذاً التخطيط الاستراتيجى هو العملية التى يتم بواستطها تصور مستقبل المؤسسة وعملية تطوير الوسائل والعمليات الضرورية لتحقيق هذا المستقبل بحيث نضع إجابات صحيحة وكاملة لكل الأسئلة التالية: أين نذهب فى مسيرتنا وكيف نصل إلى ما نريد فليس واجب الإدارة أن ترى الواقع الحالى للمؤسسة فقط ولكن كيف يمكن أن تكون. ومن ثم فالتخطيط الاستراتيجى هو إيجاد خطة عامة طويلة المدى نابعة من واقع بيئة العمل التى تتفاعل معها وقابلة للتطوير والتغيير والزيادة والنقصان ويشترك جميع العاملين فى وضعها لضمان تفاعلهم عند التطبيق، وتبين المهام والمسؤليات للمؤسسة ككل وإيجاد مشاركة متعددة المستويات فى العمليات التخطيطية وتطوير المؤسسة، كما أن هناك مهارات داعمة للتخطيط الاستراتيجى كنظم الرقابة ونظم المعلومات ونظم الحوافز الإستراتيجية ونظم الإتصالات الفعالة وفريق العمل، والتخطيط الاستراتيجى هو تخطيط بعيد المدى ويأخذ فى الإعتبار المتغيرات الداخلية والخارجية ويحدد الشرائح المستهدفة وأسلوب المنافسة. وهناك فرق بين التخطيط والتخطيط الاستراتيجى، فالتخطيط بمفهومه العادى يعمل على التنبئو بالمستقبل مع مراعاة الواقع الحالى أما التخطيط الاستراتيجى فهو يسعى إلى تشكيل المستقبل ولذا يحتاج إلى وقت طويل. وينقسم التخطيط الاستراتيجى إلى ثلاث مراحل رئيسية هى: (مرحلة التصميم - مرحلة التطبيق - مرحلة التقييم). ومن أهم المبادىء التى يؤخذ بها فى عند تطبيق إدارة الجودة الشاملة هى: (إلتزام ودعم الإدارة العليا - التخطيط الاستراتيجى وتحديد الأهداف وعناصر القوة والضعف والتهديدات والفرص البديلة - التدريب والتحسين المستمر - تجنب وقوع أخطاء - إتخاذ القرارات بناء على حقائق - التقدير والتحفيز - ثقافة المؤسسة). ويتضح مما سبق أن نقاط الإتفاق والتكامل بين التخطيط والجودة كبير وتعبر عن مدى التكامل بينهما فمبادىء الجودة ينبغى أن تكون حاضرة عند صياغة رسالة وأهداف المؤسسة، كما أن التخطيط للجودة مهم فى تحقيق أهدافها وأحد أهم مكوناتها ومعاييرها كمحدد لإتجاهات وإستراتيجيات المؤسسة حيث تمثل القرارات التى تَضَعْ للمؤسسة صبغتها ومسار عملها ودقة نجاحها وتأثيرها فى البيئة التى تعمل من خلالها، فإذا بنيت الثقافة لدى العاملين بالمؤسسة أصبحت جزء من عاداتهم وشكلت رؤيتهم وفهمهم للمستقب. وعند إستهلال عملية التخطيط يبدأ التخطيط بتشخيص يقود إلى إعداد أهداف تحقق الجودة الشاملة من خلال التعرف على البيئة الخارجية (العملاء – السوق - حجم التنافس) وتحديد الأهداف التى تعمل على إستقطاب وإرضاء مجتمع المستفيدين ثم يتجه لتحليل البيئة الداخلية التى تتم بتوزيع الموارد وتنميتها وإستثمار نقاط القوة فيها ومعالجة الخلل وبذلك تتحقق غاية مهمة من غايات الجودة. وتعتبر مبادىء ومنطلقات الجودة أساس مهم فى عملية بناء أهداف عملية التخطيط ومن ثم لايمكن أن تطبق وتعمل إدارة الجودة الشاملة بمعزل عن فهم أهداف ومفاهيم التخطيط الاستراتيجى لما لها من إرتباط وثيق بنجاح تطبيقات الجودة مما يشير إلى مدى التكامل بينهم إذ يجب أن تتوفر مبادىء الجودة لدى صياغة رسالة وأهداف المنظمة، كما أن التخطيط للجودة مهم فى تحقيق اهدافها. وقد أدى تطور المفاهيم بإتجاه جودة العمل إلى تطوير الخطط والبدائل الاستراتيجية بما يخدم تطوير المؤسسة، وترتكز عملية تنفيذ الأهداف على جماعية الأداء وتفاعل كافة الإدارات والأقسام فى تحقيق أهداف المؤسسة وهذا ما تعبر عنه فلسفة الجودة الشاملة ومبادئها التى تركز على مشاركة جميع أعضاء المؤسسة والمستفيدين من خدماتها، ولضمان تحقيق نتائج أفضل لعملية المشاركة فى التنفيذ يشترط أن يسبقها تحقق عملية مشاركة الجميع فى صياغة ووضع أهداف المؤسسة خلال عملية التخطيط.
إن التخطيط الاستراتيجى يؤدى دورا أساسيا فى تطبيق الجودة الشاملة ونجاحها وتحديد متطلبات تطبيقها وهو الدعامة الأساسية والمعين لها فى مواجهة تحديات المستقبل.